وكيل محافظة ريمة اليمنية لـ«جسور بوست»: الخراب والقتل والتدمير منهج الحوثيين
وكيل محافظة ريمة اليمنية لـ«جسور بوست»: الخراب والقتل والتدمير منهج الحوثيين
لا يُظهر النزاع في اليمن أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامه السابع، ولا يزال المدنيون يتحملون وطأة الأعمال القتالية العسكرية والممارسات غير القانونية لمليشيات الحوثيين الإرهابية، والتي يصل بعضها إلى جرائم حرب.
وفي تعدٍ جديد، أطلقت المليشيا الحوثية يوم 4 مايو الماضي، عصابات التقطع للعبث بمحافظة "ريمة" والتي تتهمها المليشيا بعدم تأييدها مقارنة بالشرعية دون مقدرتها على تغيير المذهب السني في المحافظة التي ترفض التشيع.
وجاءت تلك التهديدات بعد امتناع الغالبية العظمى من أهالي "ريمة"، عن القتال في صفوف المليشيا الحوثية وهو ما دفع المليشيا إلى محاولة نشر الفوضى في المحافظة، كذلك اتهموا رجال القبائل بـ"ريمه" بالزندقة في اجتماع رسمي في مؤسسة القتلى الحوثية والتي تطلق عليها اسم "مؤسسة الشهداء.
وقدّر تقرير لبرنامج المتحدة الإنمائي صدر نوفمبر 2021، أن الحرب في اليمن تسببت بمقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، بعد 7 سنوات على اندلاعها، ما يقرب من 60% (نحو 226200) بطريق غير مباشر، والوفيات المباشرة هي تلك التي تسبب بها القتال، ونسبتها 40% من الحصيلة، بما يعني أن عددها 150800.
وهذه الوفيات تطال بشكل كبير الأطفال الصغار المعرضين بشكل خاص للنقص وسوء التغذية، وذكر التقرير أنه في عام 2021، يموت طفل يمني دون سن الخامسة كل 9 دقائق بسبب النزاع.
وأدّت الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد ووضع ملايين الأشخاص على حافة المجاعة، وسط عجز دولي عن وقف آلة الحرب رغم المساعي الدبلوماسية المستمرة، وحذّر التقرير من أنّ النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين سيتسبّب بوفاة 1,3 مليون شخص إذا استمر لعقد إضافي وسيزيد معدلات الفقر.
التكفير والقتل والتدمير منهج الحوثيين
في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، أكد وكيل محافظة "ريمة" اليمنية، محمد العسل، أن الشعب اليمني كله وأبناء "ريمة" اعتادوا من الحوثيين تكفيرهم واعتبارهم دواعش، حتى إن رئيس الدولة السابق عبدربه منصور كان في نظرهم داعشيا، كذلك كل الوزراء وجميع المسؤولين، لقد فاقت جرائم الحوثي جرائم داعش في المنطقة، لقد عرفنا حقد وخبث هذه المليشيا التي أهلكت الحرث والنسل خلال 7 سنوات عجاف من الانقلاب المشؤوم الذي قامت به على الشرعية.
وأكد العسل، أن كل ما يردد عنهم من تهديدات صحيحة، وسبق ودمروا وأشاعوا الفوضى في البلاد، ولا بد للعالم أن يعرف جرائم هذه المليشيات التابعة لإيران، كثيرون لا يعلمون ما يمارس ضد الشعب اليمني من جرائم وتهميش وإقصاء وتدمير، لقد دمر اليمن بفعل فاعل، أبناء اليمن أحرار ولن نرضى بما يحدث وعلى يقين أن هذه الميليشيا إلى مزبلة التاريخ، ولولا تواطؤ المجتمع الدولي ومجلس الأمن مع هذه المليشيات، لما وصلت لما وصلت إليه الآن، المجتمع الدولي هو من يقف وراءها، وتدعي ظاهريا معاداتها لإسرائيل وأمريكا، وهي لم تقتل إسرائيليًا واحدًا بل كل من قتلتهم أبناءً لليمن.
واستطرد وكيل محافظة "ريمة": "اليوم المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثيين في حالة غليان واحتقان شديدين، إذا سمح لهم بالتعبير عن آرائهم لما بقي حوثي واحد في الأراضي اليمنية، ولذلك هو يحكم بقوة الحديد والنار، وعلى ثقة بأنه سيأتي اليوم الذي ينتفض فيه كل أبناء اليمن ويعبرون عن رفضهم، إنهم يفعلون ذلك بطرق مختلفة، فعلى سبيل المثال المساجد التي كانت تعج بالمصلين قبل الانقلاب الحوثي، اليوم ينتهي الإمام من الصلاة ولا يصلي خلف الإمام سوى 5 أشخاص، هذه جماعة منبوذة اجتماعيا وليست لهم حاضنة اجتماعية، وهو أمر يعلمونه جيدًا، يعلمون أنهم متى تحولوا إلى حزب سياسي أو كانت هناك انتخابات نزيهة لن يحصلوا على مقعد واحد في اليمن، هذه الجماعة الفاشية تحكم بالسلاح ولا تقبل بالتعايش مع أحد، ندعو الشعب اليمني وكل المكونات السياسية أن تصطف في خندق واحد، وتقاوم هؤلاء النازيين فليس لنا عدو سوى هذه المليشيات الإرهابية".
وتابع: "لقد اتهمونا بأننا مرتزقة ودواعش مرارًا، تكفيرنا أمر اعتدناه رجالًا وأطفالًا وشيوخًا، هذه مليشيا إرهابية شعارها الدم، رمي مخالفيهم بالزندقة والتكفير كمبرر لنشر الفوضى والقتل، لقد تجاوزوا ما فعلته القاعدة، فعلى سبيل المثال لم تفجر القاعدة مسجدًا ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، لقد قتلوا وشردوا وسجنوا الإعلاميين والسياسيين وكل من تجرأ وخالف تلك المليشيات، وصل الأمر إلى سجن النساء وقتلهن، في المناطق التي يسيطرون عليها، يقومون بحبس المدونين على وسائل التواصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة على الموقع الشهير "واتساب"، لقد قتلوا منهم الكثير أمام أولادهم وفجروا منازلهم أمام أسرهم.
سوابق إجرامية للحوثيين
ليست المرة الأولى التي تتوعد وتدمر مليشيات الحوثي أهالي محافظة "ريمة"، فسبق واقتحمت الجماعة الانقلابية، دارًا لتحفيظ القرآن الكريم، وأشعلت النيران بداخله بالمحافظة جنوب غرب البلاد.
وصرحت حينها مصادر محلية، بأن عناصر حوثية مسلحة اقتحمت الدار بمنطقة السلفية، وأشعلت النيران بداخله، بعد العبث بمحتوياته وإغلاقه، وأوضحت المصادر، أن "القيادي الحوثي عبدالملك حنتوس، المُعيّن من قبل المليشيات مديرًا للتربية في محافظة ريمة، وعبدالرحمن مراد، وعادل الواحدي أقدموا على اقتحام المركز، والعبث بمحتوياته، وإشعال النيران بداخله وإغلاقه.
ويعتبر تفجير المساجد ودور القرآن ومدارس التحفيظ، منهجية حوثية إيرانية، انتهجتها مليشيا الإرهاب، منذ بدء حروبها التوسعية في محافظة صعدة، واستمرت هذه الممارسات الإرهابية، مقرونة بتفجير المؤسسات التعليمية والمنازل، في مختلف المحافظات التي وصلت إليها.
وفي منتصف العام 2019، أكد وزير الأوقاف القاضي أحمد عطية، أن المساجد ودور القران التي تم تفجيرها من قبل مليشيا الحوثي بلغت ما يقارب 76 جامعا ودارا للقرآن.
ولم يشهد اليمن عهداً تمت فيه إهانة المساجد ودور القرآن الكريم ومدارس التحفيظ وتدميرها وخرابها إلا في عهد مليشيات الحوثي الانقلابية، التي داست على المقدسات واستباحتها بصورة همجية غير مسبوقة.